عمر الخطابي ...حمام الضمير

شكيب الخياري
" أرعبتهم حيا و ترعبهم ميتا..يا عمر" تقدم هذا الشعار مرفوعا على لافتة كبيرة المسيرة التي شيعت ظهر يوم الثلاثاء 08 غشت الماضي جثمان الفقيد المجاهد عمر ابن عبد السلام الخطابي إلى مثواه الأخير، شارك فيها إلى جانب عائلة الفقيد و رفاقه و أصدقائه، مختلف الفعاليات السياسية و النقابية و الجمعوية، جاءت من مختلف مناطق المغرب،إلى جانب وفود قدمت من سبتة و مليلية، تقديرا منها للتاريخ النضالي المشرف للفقيد.
بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج سواء في داخل المغرب أو خارجه، توفي الفقيد يوم الأحد 6 غشت الماضي، عن سن تناهز 80 سنة، بعد أن دخل لمدة طويلة في غيبوبة..مرض لم ينفصل عن آثار التعذيب الفضيع الذي مورس عليه في السجن سنة 1973، على إثر اعتقاله على خلفية تدبيره للعملية الانقلابية ضد النظام الاستبدادي للحسن الثاني سنة 1972.
والفقيد عمر الخطابي يعد أحد أبرز الشخصيات الوطنية، و التي أغنت الساحة الوطنية منذ الخمسينيات بمجموعة من الأفكار و المواقف الشجاعة، و التي شكلت مرجعا لا محيد عنه عند الكثير من المناضلين المرموقين في الساحة الوطنية، و كمثال فإننا نجد أن الفقيد المناضل الكبير الفقيه البصري في إهدائه لنسخة من سيرته الذاتية للدكتور عمر الخطابي يصفه فيه بأستاذه الذي كلما خرج من عنده إلا و تعلم شيئا جديدا..واصفا إياه بحمام الضمير.
هذا و قد كانت للفقيد اليد الطولى في خدمة القضية الفلسطينة في البدايات و لذلك أسس معية شخصيات مغربية بارزة الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني حيث شغل منصب نائب الرئيس، هذا و قد كان الفقيد يخصص نسبة مهمة من مداخيل عيادته الخاصة بالقنيطرة لدعم الثورة الفلسطينية، نهيك عن المساهمات الأخرى في إطار الجمعية.
إن الاهتمام بهذه القضية عند الخطابي لها جذور، فكثيرون هم الذين لا يعرفون أن يوم إعلان هيئة الأمم المتحدة عن قرار تقسيم فلسطين في 29 نونبر 1947، سارع عبد الرحمان عزام الأمين العام للجامعة العربية برفقته كبار الساسة بمصر إلى الأمير عبد الكريم الخطابي بعد إقامته في مصر طالبين منه توجيه نداء للأمة العربية و الإسلامية لأجل الدفاع عن فلسطين، نهيك عن كونه كان مكلفا بتجنيد أبناء شمال إفريقيا المتطوعين للجهاد في فلسطين.
إنجازات كثيرة حققها الدكتور عمر الخطابي طيلة مساره النضالي، لكن تكتمه على ما كان يفعل و عدم قبوله بأن يسوق الإعلاميون خصوصا صورته، جعل الكثيرين حتى من معارفه، لا يعرفون قيمته الحقيقية، و يجهلون دوره الخفي و البارز في رسم معالم المواجهة مع قوى الاستبداد في المغرب منذ الخمسينيات، و حتى قبل مجيئه للمغرب أول مرة.
عمر الخطابي ، هو نجل المجاهد عبد السلام الخطابي أحد مهندسي جمهورية الريف التي كان وزير ماليتها و عم الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، ولد أواخر صيف 1926 على ظهر الباخرة عبدة في عرض المحيط الهندي، و هي الباخرة التي أقلت العائلة الخطابية من المغرب في اتجاه المنفى حيث قضت فيه زهاء 21 سنة بجزيرة لاريونيون. ولادة عمر الخطابي وصفها الكاتب المغربي عبد القادر الشاوي بأنها كانت:" انتقاما تاريخيا و نفسيا و سلاليا من فداحة الانكسار الذي منيت به العائلة و بداية رحلة المتاه و الرمز.
و يبدو كما لو أن الوالد عبد السلام، عم عبد الكريم الخطابي و أحد القواد المنكسرين، أراد أن يبعث من نطفته شيئا لم يقدر السلاح على بعثه في المغاربة عندما حرضهم على الثورة. و لما اختار لمولوده الجديد اسم عمر اختار للتاريخ الآتي سيرة مستوحاة من أوفياء النبوة و ظلالها الراشدية. و سيكون هذا الاختيار، على ما فيه من مفارقة، إيذانا بالاستمرارية".
تابع عمر الخطابي دراسته الابتدائية و الثانوية بجزيرة لاريونيون، مع مجموعة ممن سيصبحون مستقبلا من بين أصحاب القرار في بلدانهم، و لعل أشهرهم الاقتصادي الكبير و رئيس الوزراء الأسبق الفرنسي ريمون بار، ثم بعد ذلك سينتقل إلى إحدى جامعات مصر ليدرس الطب قبل أن ينتقل إلى جامعة لوزان بسويسرا ثم إلى جنيف لمتابعة دراسته هناك ما بين 1957 و 1960 ليتخرج منها في أواخر الخمسينيات طبيبا جراحا.
كان محمد الخامس يعلم أن عمر الخطابي هو الوحيد من أبناء العائلة الخطابية الذي له ميولات سياسية و يعتمد عليه الأمير الخطابي في كثير من الأمور، و نظرا لذلك، قام سنة 1958 بدعوته لزيارة المغرب، و هو الطلب الذي لباه، حيث بقي هناك لفترة قاربت ثلاثة أشهر، إلتقاه خلالها ثلاث مرات..تلك المدة كانت بالنسبة لعمر الخطابي كافية لكي يقف على مجريات الأحداث المتسارعة بالمغرب، خصوصا و أنه في تلك الفترة تعرف على الكثير من القيادات السياسية المغربية و دخل معها في نقاشات حول واقع البلاد.
و قد كان في الواقع هدف محمد الخامس من هذه الزيارة هو التقريب بين العائلتين العلوية و الخطابية، في أفق تذويب الخلافات السياسية القائمة، على اعتبار أن الأمير عبد الكريم الخطابي قد كان حينئذ يمثل قطب المعارضة في شمال أفريقيا من مقر إقامته في قصر القبة بالقاهرة..و قد كان محمد الخامس لا يكل من أن يطلب من عمر في كل مرة أن يحاول إقناع الأمير الخطابي لأجل العودة إلى المغرب.
حالة المغرب في تلك السنة كانت تنبأ بحدوث اضطرابات كبرى في مختلف ربوعه خاصة في الريف، حيث اتصل مجموعة من أبناء الريف بعمر الخطابي لكي يقود و إياهم انتفاضة الريف ضد التهميش و الاحتقار الذي عانت منه المنطقة، لكنها افتقدت لإمكانيات النجاح حسب عمر الخطابي و أصبحت بالنسبة له أشبه بعملية انتحار تقودها مجموعة غير مسؤولة، و إصرار أصحابها لخوض غمارها بدون أية حسابات دقيقة دفعه لمغادرة المغرب سنة 1958 في اتجاه سويسرا ليكمل تخصصه في الطب..قبل أن يتبعه أسبوعا بعد ذلك رشيد الخطابي ابن امحمد الخطابي.
بعد ذلك و في مطلع الستينات، سيكون أول الملتحقين بالمغرب من بين أفراد العائلة الخطابية حيث سيعين طبيبا في مستشفى ابن سينا ثم في مستشفى بالقنيطرة، قبل أن يفتح عيادته الخاصة في ملتقى موريتانيا بالقنيطرة و التي تضم مقر سكناه، هذه العيادة ستتحول فيما بعد و بقوة الأشياء إلى مدرسة كبرى للوعي الوطني و من هناك ستنطلق الأفكار الخطابية لتنتشر و بقوة في مختلف ربوع الوطن، إيذانا بعودتها لتقود المغاربة مجددا نحو التحرر من قيود الاستعمار و الاستبداد و القهر.
لقد تمثل نبل مهنة الطب جليا في عمل الدكتور الخطابي، فهو لم يقتصر على علاج مرضاه بالعيادة فقط، أو بمقابل، فقد كان منذ أيامه الأولى بالمغرب يتنقل بين سجون النظام لمداواة المعتقلين السياسيين و كان يشتري لهم الدواء و الملابس و الطعام من ماله، و يقوم بمساعدتهم في حل البعض من مشاكلهم، و كان يعالج مرضاه من ذوي الحاجة بدون أي مقابل مادي..بل كان يمنح للبعض منهم الدواء و المال ليتمكنوا من متابعة علاجهم ضدا على واقعهم المزري.
بفعل كل هذا، تبين للدكتور الخطابي أن النظام المغربي ما زالت بنيته لم تتغير، نظام باع الوطن للمستعمر في الماضي و استمر في ذلك في الحاضر، نظام سجن و عذب مجاهدي الأمس من قيادات و جنود المقاومة و جيش التحرير و أحرار هذا الوطن، نظام نهب ثروات الشعب و وزعها على عملاء الأمس و الحاضر.
و لهذا وجدنا الدكتور الخطابي يكتب رسالة للحسن الثاني، حين فرضت ضرائب خيالية على مصحته لكي يضطر لإقفالها، قائلا له:" لو علمت أن هذه الضرائب سيستفيد منها الشعب المغربي فإني سأدفعها فورا، لكن و للأسف فإني متأكد من أنها سوف لن تذهب إليه" مضيفا "إني أرى المغرب كسفينة تسير في الضباب و قد تخرب مقودها"..كان النظام يعلم دور مصحة الخطابي في مداواة النفوس كما تداوي الجسد، و علم كيف أن الخطابي ليس فقط جراحا لمرضى عيادته و لكنه كذلك جراح ماهر لمشاكل البلد، و لهذا أراد أن يقفل تلك المصحة لكي يضطره لبيع كل شيء ليغرقه فيما بعد في مشاكل شخصية..لكن القدر أراد غير ذلك.
في أواخر الستينيات، تعرف الدكتور عمر الخطابي على أمقران بعد أن جاء لعيادته مرافقا لزوجة كويرة التي كانت حاملا..أياما بعد ذلك جاءه أمقران مرافقا بأخته و فيما بعد بأولاده لمعالجتهم، و هكذا توطدت العلاقة بينه و بين أمقران..لكن الجلسات بين الشخصين لم تكن لتمر بدون الحديث عن الوضع بالبلد خصوصا و أن أمقران انجذب بقوة لخطاب الدكتور عمر الذي لم يعهد مثله من قبل، و هناك بدأ أمقران يروي له كل ما يحدث في الجيش من سخط عارم و فساد مستشر ينخر جسد الجيش و الوطن.
حينها أعطى الخطابي الحل لأمقران، متمثلا في اجتثاث هذا النظام من جذوره و تعويضه بنظام ديمقراطي ينبني على إرادة الشعب..لم يكن من أمقران إلا أن يتبنى الفكرة و يعمل على نشرها في أوساط رفاقه في الجيش، إلى أن إطلع أمقران و كويرة على نوايا أوفقير فطلبا على إثر ذلك من الدكتور الخطابي بأن يجلس معه ليرتبا معا الموضوع، مؤكدين له على أنه قاد ندم على ما فعل و قد أعلن توبته، وهو ما رفضه الدكتور الخطابي على اعتبار أن أوفقير شارك و بوحشية في قتل الريفيين أثناء قمع النظام لهم سنة 1959، و بأنه يجر وراءه تاريخا مثقلا بالجرائم في حق أبناء الوطن.
و من ثم بقي كل يعمل على جبهته، إلى أن جاء يوم الضربة الجوية في 16 غشت 1972..و في ذلك اليوم قدر على المحاولة أن تفشل..و هناك بدأت الاعتقالات تطال صفوف المدبرين و المشاركين و حتى من ليس لهم أية علاقة بالموضوع، لكن الدكتور الخطابي بقي في منأى عن ذلك إلى أن جاءه ذات يوم أحد ليخبره بأن أمقران و كويرة قد تم نقلهما إلى دار المقري رغم صدور حكم الإعدام في حقها و بأنهما قد اعترافا بأنه - أي الخطابي - هو من قام بتدبير هذا الانقلاب.
رغم هذا التحذير، بقي عمر الخطابي في بيته منتظرا أن يتم اعتقاله في أية لحظة، إلى أن دقت الساعة و اقتيد معصوب العينين إلى مخالب النظام، بعدها مر عبر عدة مراحل تعذيبية حضر بعض حصصها الحسن الثاني شخصيا، منقولا بين دار المقري و درب مولاي الشريف..و في إحدى الحصص جاءه جلاد و أعطاه مسدسا فيه رصاصة واحدة محاولا أن يذله، لكن عمر الخطابي لم يتردد في الإمساك بذلك المسدس ليضغط و بدون أي تردد على الزناد..لكن الرصاصة لم تخرج..لقد كان يرغب في وضع حد لحياته و ذلك لسبب وحيد..و هو خوفه من أن يعترف تحت ضغط التعذيب المفرط بأسماء وازنة في الجيش شاركتهم في الإنقلاب منهم من أحيل مؤخرا على التقاعد و منهم من ما يزال يتقلد منصب المسؤولية إلى حدود الآن.
في إحدى الحصص التعذيبية علق الخطابي لمدة 22 يوما إلى أن سقط على ظهره مما أدى إلى إصابته بكسور خطيرة على مستوى العمود الفقري رافقته آثارها طيلة عمره، حيث تسببت له في إعاقة نسبية..و قد عذبه كذلك الدليمي شخصيا باستعمال الكهرباء على مستوى الخصيتين و في كل مرة يقول له:"تريدونها جمهورية ريفية صغيرة"..مؤكدا بذلك لعمر أكثر من أي وقت مضى على أن شبح جمهورية الريف ما يزال يقض مضجع النظام.
كان عمر الخطابي و منذ ريعان شبابه و هو يتغنى دوما بنشيد الجمهورية الريفية الذي سكن وجدانه، متذكرا به انتصارات الريفيين عبر خمس سنوات من الحرب الضروس..و في معتقله و رغم العذاب القاسي و غير المحتمل الذي كان يكابده، كان كلما انزوى في زنزانته إلا و أخذ يرفع صوته بهذا النشيد الحماسي، معلنا بذلك انتماءه لتاريخ الكرامة و العزة، منشدا:
في ثنايا العجــاجْ والتحامِ السيوفْ
بينما الجــــوُّ داجْ والمنايا تطـــوف
يتهادى نســـــيمْ فيه أزكى سـلامْ
نحو عبد الكريم الأميرِ الهمــــام
ريفُنا كالعرين نحن فيه الأسودْ
ريفُنا نحميه
كلُّنا يُعـجبُ بفتى المغــــربِ
كلُّنــا يُطَْـــرَبُ لانتصار الأبـــي
أين جيــشُ العِدا إن دعا للجهــادْ؟
أصبحوا أعـــبُدا بالسيوف الحِداد
ريفُنا كالعرين نحن فيه الأسودْ
ريفُنا نحميه
طالمــا استـعبــدوا وأذلّـوا الرقـــــابْ
أيهـــــــــا الأيِّدُ جاء يـومُ الحــساب
فليذوقوا الـزُّعـافْ بالظُّبـــــا والأَسَلْ
ولْنُعَلِّ الهتـــافْ للأمـــير البـطـــل
ريفُنا كالعرين نحن فيه الأسودْ
ريفُنا نحميه
كان حكم الإعدام في انتظار الدكتور عمر الخطابي، و بفضل تدخل الملك فيصل و الرئيس ياسر عرفات تم تحويله لحكم البراءة..بعد أن شفع له عمله و عمل العائلة الخطابية في مصر لأجل القضية الفلسطينية.
و هو في المعتقل ربطته علاقة كبيرة بمجموعة عمر دهكون، و لذلك عندما خرج من السجن، و بعد انقضاء الإقامة الإجبارية التي فرضت عليه في منزله لأزيد من سنة، قرر تأسيس جمعية حقوقية لأجل الدفاع عن هذه المجموعة، لكن و لظروف طارئة، فضل الدكتور الخطابي أن يتصل بمجموعة من أصدقائه و منهم محاميه الأستاذ بنعمرو ليطلب منهم تأسيس هذه الجمعية..لكن شاءت الأقدار أن لا تتأسس إلى غاية 1979، و بدون الدكتور عمر الخطابي و بدون حتى أن تحقق الهدف الذي أحدث لأجله الفكرة..و هي التي سميت بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
بعد ذلك، و بالضبط سنة 1993 اقترح الدكتور عمر الخطابي على سعيد الخطابي نجل الأمير عبد الكريم الخطابي، في لقاء جمعهما بمصر، تأسيس جمعية للعناية بتاريخ منطقة الريف، و عاود له الطلب مرارا و تكرارا، لكن سعيد لم يبدي أي استعداد لذلك، و هو الأمر الذي دفع بعمر الخطابي إلى أن يقوم سنة 1996 بمعية مجموعة من أصدقائه و معارفه بتأسيس مؤسسة الأمير عبد الكريم الخطابي للدراسات و الأبحاث و التوثيق..لكنها وكما كان منتظرا تم منعها.
و مباشرة بعد ذلك قام المنصوري بنعلي المكلف بمهمة في الديوان الملكي بدعوة سعيد الخطابي من القاهرة و قام رفقته بتأسيس مؤسسة عبد الكريم الخطابي لقطع الطريق على الدكتور عمر الخطابي..فالنظام تخوف من أن يؤسس الدكتور الخطابي مؤسسة حول عبد الكريم في قلب الريف، و بالضبط أجدير عاصمة جمهورية الريف، و معية شخص لطالما حلم و إياه بنسف هذا النظام ألا و هو الفقيد الفقيه محمد البصري.
و رغم المنع و ما واكبه من التفاف لكافة الجماهير بمنطقة الريف خصوصا بعمر الخطابي بقيت المؤسسة ممنوعة..لكنه و رغما عن هذا المنع التحكمي أخذ يعقد اللقاءات في مقر سكناه في أجدير حيث تحج إليه كافة الفعاليات بالمنطقة من مختلف التوجهات و التيارات، حزبية و نقابية و جمعوية، و هناك أخذ يغرس بذرة الثورة الريفية في أفئدة أحفاد مجاهديها.. كثيرة جدا هي تفاصيل مشوار حياة الفقيد و غنية كذلك في الآن نفسه..غنية بالبطولات..و بالشجاعة.. و بالعزة..و بالأخلاق..و بالإيمان..و لا يمكن أن تحصل أبدا قراءة تاريخ المغرب بدون الخوص في أغوارها و إكتشاف مكنوناتها.. و رغم وفاة الفقيد جسدا، إلى أن روحه الطاهرة ما تزال تطوف فوق سماء الريف مضيئة للأجيال الجديدة السبل نحو العزة و الكرامة، و مشروع مؤسسة الأمير عبد الكريم الخطابي للدراسات و الأبحاث و التوثيق الذي أريد إقباره ما يزال مستمرا و لن توقفه أي عقبات أو عثرات..و كأن عمرا ما يزال حيا..

ليست هناك تعليقات: